إن مؤتمر “إستشـراف آفاق مستقبل التعليم وتطويره” جاء كـ محاولة لرسم صورة واضحة بمنهجية علمية محددة تكشف عما يمكن أن يحدث مستقبلاً، وذلك في ضوء معطيات الحاضـر الذي نعيشه، بل يتخطى ذلك إلى إيجاد علاقات جديدة إبداعية، تستلزم إطلاق العقول والخيال ووضع تصورات وإسقاطات علمية، تفترض الواقع تارة، والمأمول تارة أخرى، دون أن تنتهي إلى قرار بتحقيق أي من هذه الصور، فهذا أمر يدخل في حيز التخطيط، والقصد هو إطلاع القيادات التعليمية بوصفها القوى الفاعلة في المجتمع، لكي تعمل على تغليبها على غيرها من الصور، وتوعيتهم كذلك بالنتائج التي يمكن أن تترتب على بدائل معينة قد تبدو مقبولة بالنظر إليها نظرة جزئية، في حين أن النظرة الكلية لها، تبرز العكس.
يسعى هذا المؤتمر إلى إلتقاء الفكر المبدع؛ لصياغة رؤى إستشـرافية، ومداخل فعالة في عملية الإصلاح التربوي، وثقافة الإبداع وتقصـي كيفية توظيفها في ميدان العمل التربوي؛ لتحقيق الحداثة المنشودة مع المحافظة على الأصالة والهوية الثقافية؛ فتنصهر المعرفة والتقنيات الحديثة في بوتقة المنظومة الخلقية والثوابت المجتمعية بما يؤدي إلى بناء جيل مسلّح بالعلم النافع والفكر المبدع، والضمير الضابط للسلوك الإنساني .